اول الطريق

احدى اسباب تشكيكي في الدين الاسلامي في بدايات مرحلة الشك وتركي له في النهاية هو سكوته حيال الرقيق والاتجار بهم كسلع. يتشدق المسلمين ان الاسلام جاء ليحرر الناس و يجعلهم سواسية، وان لا فرق بين عربي و اعجمي الا بالتقوى. واضيف انا، و بالعبودية. مع ذلك نجد انه لم يحرم امتلاك العبيد والجواري بل جاء باحكام تنظم امتلاك العبيد.

عندما كنت اناقش هذه النقطة مع الناس كان ردهم ان الاسلام حث على عتق الرقاب بجعلها كفارة لاشياء كثيرة. حسنا، ولكنه لم يحرم الرق ولم يكن الرق يعتبر من الاشياء المحرمة او الغير مقبولة بل بالعكس كان يعتبر من الوجاهة ان تمتلك العديد من العبيد والجواري. الرسول بنفسه قد مات وفي حوزته تقريبا تسع جواري وعبيد.

حتى وان اتفقنا ان الاسلام جعل العتق كفارة، فالكفارة تعتبر نوع من انواع العقاب لانها تأمر بترك الشيء المرغوب. فمن كفارة الصيام – التي هي في الحقيقة الامتناع عن الطعام – الى كفارة اخراج مبلغ من المال، فكفارة التخلى عن عبد او جارية لهو عقاب اكثر منه حض على تركه.

اعتبر العبد في الاسلام في مرتبة اقل من مرتبة الحر حتى وان كان مسلما. فإن قتل العبد حرا، يقتل العبد قصاصا. ولكن ان قتل الحر عبدا فليس هناك قصاص. لأنه عبد وقيمته تحدد على اساس القيمة المادية مثله مثل الكرسي او السرير. يقول القرآن [يايها الذين آمنوا كُتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى].

طريقة "فحص" العبد او الجارية قبل الشراء طريقة ممتهنة لابسط حقوق الانسان. فلنرى كيف كان الصحابة والتابعين يفحصون البضاعة قبل الشراء. كان ابن عمر يضع يده بين ثدييها (يعنى الجارية) و على عجزها من فوق الثياب و يكشف عن ساقها. [موطأ ابن مالك]

حتى وان لم يصدر هذا الفعل عن الرسول، فهل يعني ذلك انه سيستنكره؟ سأترك الاجابة لعلماء المسلمين الافاضل.

لنرى رفقة وشفقة الاسلام في العبيد. حدثني‏ ‏يحيى‏ ‏عن‏ ‏مالك‏ ‏عن‏ ‏ابن شهاب‏ ‏أن ‏عبد الله بن عامر ‏أهدى‏ ‏لعثمان بن عفان‏ ‏جارية ولها زوج ابتاعها‏ ‏بالبصرة‏ ‏فقال ‏عثمان ‏لا أقربها حتى يفارقها زوجها ‏ ‏فأرضى‏ ‏ابن عامر‏ ‏زوجها ففارقها. قمة الرأفة والرحمة منك يا امير المؤمنين. خلصوا النسوان و لم تبقى الا هذه ليضاجعها؟!

يعتبر الاسلام المتاجرة بالحر جرما كبيرا. لا اعلم كيف يمكن التفريق بين الحر و العبد قبل ان يصبح العبد عبدا. فالعبد لا يولد عبدا الا اذا كان ابوه عبدا. فكيف اصبح الاب عبدا؟ هل هناك مكان في الارض اسمه بلد "العبيد" ومنه يأتي العبيد والجواري؟ ام ربما هو مصنع يصنع جميع انواع العبيد من الابيض والاسود و الاصفر و الشقراء والسمراء و الحمراء؟

حدثني ‏ ‏بشر بن مرحوم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن سليم ‏ ‏عن ‏ ‏إسماعيل بن أمية ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن أبي سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال قال الله ‏ ‏ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره. نلاحظ ان الحديث السابق حديث قدسي. فهل سيخاصم الله جميع المسلمين الذين اتخذوا من الاسرى "الاحرار" عبيد وجواري وباعوهم واكلوا ثمنهم؟ ماذا عن الذين استخدموا الجواري كمفرغة لتفريغ شهواتهم الجنسية؟ اعتقد ان هذا مسموح به ما دام ان السيد لم يبعها ويأكل ثمنها.

ان تتبنى طفلا وتعطيه اسمك فهو حرام لأن ذلك يؤدي الى اختلاط الانساب. ولكن ان تشتري جارية حاملا فالطفل ينسب اليك لان امه - بنت ستة وستين – جارية وابوه زوج الجارية فليس له نسب!

Islam my ass!

نأتي الى القرن العشرين حيث انحسر العالم الاسلامي من دول العالم المتقدمه لينحصر في دول العالم الثالث المتخلفة. القرن العشرين حيث حقوق الانسان تأتي في المرتبة الاولى وحيث يسيطر العالم المتقدم "الكافر" على مجريات الامور. الى حيث ان الاتجار بالبشريعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. حيث ما يزال الاسلام الصالح لجميع الازمنة يسمح بامتلاك البشر و المتاجرة بهم حلالا بلالا.

منعت جميع القوانين الوضعية الاتجار بالبشر، يخالف هذا قوانين الاسلام مخالفة صريحة. ولكن، تطبق جميع البلدان الاسلامية هذا القانون. فلماذا اذا نرى دنيا المسلمين تقوم ولا تقعد عندما يريد المجتمع الدولي من المسلمين ايقاف عقوبة الاعدام؟

لماذا لا يكون هناك قانون يجرم الزواج باربعة نساء؟ الم يقل القرآن [ولن تعدلوا] الا يعتبر ذلك من الامور التي تحث على ترك الزواج باربع؟ صال المسلمون وجالوا في كلمة ولن تعدلوا الى ان وصلوا في نهاية المطاف الى ان عدم العدل هنا هو في المحبة التي في القلب. قمة المسخرة واللف والدوران.

انا لن أؤمن بدين يسمح لي بتملك البشر مهما يزعم هذا الدين انه قمة في العدل والتسامح. انت كمسلم لك الحق الان ان تمتلك ما طاب لك من الناس، اليس كذلك؟ لولا القانون الوضعي الغربي "الكافر" لكنت امتلكت ما اردت من العبيد والجواري. ولكن هو الخوف من العقاب والسجن الذي يمنع غالبية المسلمين الان.

اخبرني احد اصدقائي عن وجود قرية على جبل في تايلند حسب ما اذكر يبيعون النساء هناك. اخبرني ايضا انه يعج بالمسلمين. فهل نشد الرحال عزيزي المسلم لنستمتع بما ملكت ايماننا؟ الاسلام لا يمانع. ما رأيك؟

تحديث: المقابلة على قناة اقرأ بين المذيعة بسمة وهبة و اثنان من علماء الازهر حول موضوع الرق تجدونه هنا وهنا وهنا تبين مدى استخفاف رجال الدين المسلمين بعقول الشعب وكيف يتهربون من الاجابة بالقول ان حلقة واحدة لا تكفي للرد على هذا الموضوع. شكرا غير معرف و آية لوضعهما الروابط في تعليقاتهم على موضوع بن كريشان.