احب العيش في البلاد الاسلامية، فهي تعطيني فرصة لاكون سعيدا و ضاحكا في اغلب الاحيان. لا اعزائي القراء، لم تدخل لوثة الايمان عقلي – او قلبي – بعد. ما اقصده هو ان المسلمين يضحكونني بتصرفاهم و تفاعلهم مع العوامل المحيطة بهم وكأني بهم يعيشون في كوكب اخر. فلا يمر يوم دون ان تسمع مرة او اكثر عن تصرف مضحك ينعش يومك و يجعلك تهز رأسك وتقول الله يخرب بيوتكو (بيوتكم)، على طريقة عادل امام.
القصة هنا هو ان احد اصدقائي وزع علينا استبيانا لعمل بحث لمعرفة نسبة عدد الاشخاص الذين لديهم معلومات عن الامراض الجنسية المعدية، كيفية انتقالها و علاجها والوقاية منها. البحث هو لطبيبة معروفة على مستوى المملكة. جزء من الاستبيان اسئلة من نوع (نعم، لا و غير متأكد) عن الامراض الجنسية المختلفة و ما اذا كان هنالك علاج متوفر لها.
بعد تعبئة الاستبيان، قام باعطائنا مستند عبارة عن ورقتين بها معلومات مختصرة عن ماهية هذه الامراض و كيفية انتقالها و ما اذا كان من الممكن الشفاء منها ام لا. بعد ذلك قمنا بتعبئة نفس الاستبيان. النقطة المهمة هنا هي هل استفدنا من المعلومات المقدمة لنا ام لا.
يخبرني صديقي ان احد الاشخاص اجاب بنعم على السؤال "هل يمكن الشفاء منه" لجميع الامراض بما في ذلك الايدز، قبل و بعد قراءة المعلومات لم تختلف الاجابة. سأله صديقي مستغربا عن – الهباب اللي هببه – فأجاب "يا اخي، هنالك من شفي من السرطان بعد قراءة القرآن عليه، ان الله يشفي من يشاء بقوة القرآن" وشيء اخر من قبيل -بعد ان اخبره صديقي ان من المفترض ان يقوم بالاجابة من وجهة نظر طبية وعلمية - يا اخي، ان الله لم يخلق الداء الا و خلق له الدواء بلا بلا .. انا طبعا استلقيت على ظهري من الضحك فلم اسمع باقي القصة.
القصة هذه حدثت البارحه، اما ما اضحكني اليوم هو موضوع منشور في منتدى جامعة بوليتكنك فلسطين عن "الالحاد, اسبابه, انواعه, ونصائح في دعوة الملحدين......."
يزعم كاتب الموضوع ان "قرأت هذا الموضوع في احد المنتديات فحبيت اني انقله للاهمية ,بسبب انتشار بعض الاناس الذين يدعون الى الشيوعية وانكار وجود الله" هذه من كاتب الموضوع، لأن الموضوع – كالعادة - منقول، بس سؤال يطرح نفسه، ايش دخل الالحاد في الشيوعية؟
حسنا الموضوع – المنقول – يبدأ بـ "يقول الشيخ عماد أبو الرب، إمام المركز الإسلامي في كييف" اوكي، لنر بعضا مما يقول.
يقول هنا "الإلحاد هو مذهب فئة أنكرت وجود الله وما آمنت به، وهو صديق الجهل كما قيل: (الإلحاد صديق الجهل)" لا ادري من اين اتت هذه العلاقة. انا شخصيا لم اقابل ملحد جاهل في حياتي العملية القصيرة. هل من الممكن ان يوجد ملحد جاهل؟ اغلب الملحدين وصل الى الالحاد بعد قراءة عميقة للاديان والعلوم البشرية.
نستمر مع الاخ عماد، يقول هنا "ولفهم قضية الإلحاد أذكر لك بإيجاز النقاط التالية" و اول نقطة "الملحد يقيم إيمانه على عمى، بينما المسلم يقيم إيمانه على بصيرة" اي عمى واي بصيرة يا شيخ عماد، الايمان بالرب اي كان يتطلب الايمان – الاعمى – بوجوده هو و حاشيته من ملائكة و شياطين. فمن هو المبصر و من هو الاعمى يا بصير؟ ما قلتلكم! كوميديا دينية.
يرى ايضا المبصر عماد ان من اسباب الالحاد شهوات الملحد المفلوتة، فهو يجد في الالحاد ضالته ليفرغ شهوته "بدون ضوابط ولا حساب ولا عتاب". جبت الاسد من ذيله يالمتحكم في شهواته باسم الدين.
هنا القشة التي جعلت (خلت على قولة صاحبنا) محدثكم ينفجر من الضحك. يقول عماد في "نصائح في مناقشة الملحدين:
2 - لا بد من ثقافة ووعي في الدين يعينه على أن يحصن نفسه بداية، وأن يعرض بعدها لغيره الحجة الدامغة والدليل القاطع على كلامه وحديثه، خاصة أن الملحد يرفض مبدأ الإيمان القلبي بوجود الله لإصراره على معرفته بحواسه.
3 - لا بد من استخدام الحجة العقلية والدليل المنطقي مع الملحدين، وعليك أن تحذر من الأساليب الفلسفية وقلب الحقائق وطرح المتناقضات.. وهذا يعني أن تبدأ النقاش معه عن سبب الوجود ومصدره، كونها أصل الموضوع؛ ثم عن صفات الموجد وهو الله؛ ثم عن الإسلام.. وهكذا حتى تصل به إلى الفهم المطلوب."
لاحظوا انه طلب اولا عرض الحجة الدامغة والدليل القاطع، ثم الايمان القلبي – لا ادري كيف من الممكن ان يجتمع الاثنان - ، ثم الحجة العقلية والدليل المنطقي، ثم حذر من الاساليب الفلسفية. اليست الفلسفة قائمة على الحجة العقلية و الدليل المنطقي؟ وفي الاخر حذر من طرح المتناقضات. ما عندي الا اني اقول هههههههههه يا عماد. غلبت عادل امام.
مرة اخرى، ما قلتلكم ضحك وسعادة كل يوم؟ لن تكون هذه اخر مرة اعرض فيها كوميديا المسلمين – او الدينيين. في النهاية، فلنبتسم لان الابتسامة تحفظ الطاقة بما انها تحرك كمية اقل من عضلات الوجه مقارنة بالعبوس. و لكن، هل هذا الكلام صحيح؟ لنترك الاجابة للمبصر المتحكم في شهواته عماد، ما رأيكم؟ ;)
* هل هناك داع لأقول ان الشخص في القصة الاولى ملتزم دينيا و لحيته واصله بطنه؟؟!!
تحديث: الشكر موصول للصديقة هـ.س. لتزويدي بوصلة الموضوع المنشور في منتدى الجامعة الفلسطينية.