الاثنين، 16 يونيو 2008

استيقظوا انهم يكذبون عليكم!



المعذرة بن كريشان، فلم اقاوم رغبتي في اقتباس جملتك.


اغلبنا ان لم يكن كلنا قد سمع او قرأ هذا الحديث، في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم) من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا , ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا(


يعني بصفة عامة الدال على الخير كفاعله. لذلك نجد كل يوم في صناديق بريدنا رسائل دعوية تحتوي على ادعية او احاديث او – في اغلب الاحيان – خرافات و هراء كامل و مواقف و معلومات ليس لها اي سند علمي او حتى منطقي!


ابتداء بفوائد السجود و كيف ان وضع الرأس على الارض باتجاه مركز الارض – الذي هو مكة في نظر المسلمين – يفرغ الشحنات الكهربية التي تتجمع في الجسم من الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من الاجهزة الكهربائية المختلفة. و لا اعلم كيف كان السجود اعجازا علميا الان اذا لم تكن هناك اي اجهزة كهربائية و لا حتى كهرباء في عصر الرسول.


اقول ابتداء بفوائد السجود و انتهاء بكيف ان مؤلف برنامج ستار اكاديمي يهودي، و انه يوجد له مقابلة في الانترنت يقول فيها بما مفاده ان الهدف من وراء هذا البرنامج هو شغل الشباب العربي بالامور التافهة حتى لا يستطيع ان يفكر في الدفاع عن اسلامه او بلده. اراهن ان وراء هذه الاشاعة مطوع من اياهم!


استقبل في اليوم الواحد على هاتفي المحمول اكثر من 3 رسائل دعوذية من مختلف الاشخاص. الامر المحبط انه من المستحيل – في الوقت الحاضر على الاقل – ان تمنع وصول الرسائل الى هاتفك المحمول من ارقام معينة. على عكس البريد الالكتروني.


الامرالمحبط اكثر ان معظم هذه الرسائل تتحدث عن اصحاب الرسول المجتهدين في الدين و ليس عن اقوال الرسول بصفة عامة. حيث ان غباء المؤمنين يحتم عليهم ان يقدسوا اي شيء يغلف بغلاف الدين. اقدم لكم هنا بعضا من رسائل الجوال (الهاتف المحمول) التي رأيتها او استلمتها.


"الورع: قال ابو بكر رضي الله عنة: كنا ندع سبعين بابا من الحلال مخافة ان نقع في باب من الحرام"


اصلا الامور الحلال في الاسلام محددة، فكيف اذا اغلقنا سبعين بابا منها!!


رسالة اخرى دعائية،


"آيات الاعجاز مع الدكتور زغلول النجار، ارسل # الى الرقم ##### (12 ريال شهري)"


هو نفسة النصاب الكبير. هذه رسالة دعوذية نصابة، ليس فقط لانها تنشر الخرافات، بل ايضا لانك تدفع لهم النقود مقابل دماغك.


هناك خدمات اسلامية متكاملة من الاتصالات السعودية مقابل اشتراك شهري معين. بدءا من الفتاوى و انتهاء – كما رأينا – بخرافات الاعجاز العلمي الذي هو ابعد ما يكون عن العلم.


بن يقول استيقظوا انهم يكذبون عليكم! تعبنا من الرقاد فإلى متى يكذبون علينا؟

الاثنين، 9 يونيو 2008

الموت





اولا احب ان اعتذر عن غيابي و لكني مشغول هذه الايام و الحالة النفسية في الحضيض. بس يقول المثل ريحة ابو علي ولا عدمه.




كنت على طاولة الغداء مع العائلة عندما اتى ابي على ذكر النوم و كيف انه موتة صغرى. الموتة الصغرى في تعريف الدين الاسلامي هو النوم و لا ادري ان كانت الاديان الاخرى تعتبر النوم موتة صغرى ايضا.



اما لماذا يسمى موتة صغرى، فبسبب خروج الروح من الجسد عند النوم "جزئيا". لا اعرف ما هو اكثر سذاجة، تسمية النوم بالموتة الصغرى ام حكاية خروج الروح "جزئيا" و عودتها عند النوم.



لماذا لا يسمي المسلمون النوم بالنوم فقط؟ فلأنهم مهوسوون بالموت و يتمنونه لدرجة تفجير انفسهم في الناس الابرياء – او الغير ابرياء – لا يهم.


لنرى معا تعريف الموت علميا، اقتبس من وكيبيديا




"الموت هو حالة توقف الكائنات (الحية) نهائيا عن النمو والاستقلاب والنشاطات الوظيفية الحيوية (مثل التنفس و الأكل والشرب والتفكر والحركة والخ) ولا يمكن للأجساد الميتة أن ترجع لمزاولة النشاطات والوظائف الآنفة الذكر."


لا ارى ذكرا للنوم هنا!


هناك ايضا تعريفين آخرين للموت هو الموت السريري و الموت البيولوجي. الاول هو توقف القلب و الرئتين عن العمل و هي مرحلة تسبق الموت البيولوجي اذا لم يتم انعاش قلب و رئتي الشخص الميت سريريا. و الثاني يسمى ايضا بالموت الدماغي وهو توقف وظائف الدماغ عن العمل ولكن يبقى القلب يدق الى ان تقل نسبة الاكسجين في الدم بسبب توقف التنفس. لذلك الشخص الميت دماغيا يحتاج الى التنفس الاصطناعي ليستمر تدفق الاكسجين الى عضلة القلب و بالتالى الى جميع اعضاء الجسم.




لا اعتقد ان تعريف الموت علميا يتوافق مع تعريف النوم. لنر


"إن التعريف العلمي للنوم يجب ان يعكس المعايير الاربعه الرئيسية التي تميز النوم و هي:


1. الحركه الضئيله -- الحركات الضخمة مثل المشي والكلام والكتابة عاده تمنع حكم النوم، و لا تحدث خلاله بشكل غير مرضي


2. نمطيه الموقف -- مثلا في العاده، ينبطح الإنسان علي الارض عندما ينام (مع استثناءات نادرة) ، و عليه من الممكن القول ان الإنسان وهو يقف مقلوبا على يديه لا يمكن أن يكون نائما


3. ردود منخفضة على المؤثرات -- الإنسان لا يستجيب علي الاصوات المنخفضه الحده و هو نائم،


4. الإنعكاسية -- النائم يستطيع أن يستيقظ من النوم ، مما يميز النوم عن الغيبوبه او الوفاه."


هممم هناك شيء لم استطع هضمه الى الآن، ما هي العلاقة بين النوم و الموت؟ لنحصي معا اوجه الشبه،


1. في الحالتين يكون الجسم ساكنا.


2. في الحالتين تكون العينان مغمضتين.


3. في الحالتين لا يستجيب الشخص للمؤثرات الخارجية.



اذن السبب الوحيد لتسمية النوم بالموتة الصغرى هو تشابه حالة الجسم الظاهرية عندما يكون الشخص نائما و ميتا.




هل كانت هناك طرق اخرى قبل 1429 سنة لمعرفة ما اذا كان الشخص ميتا ام نائما غير النظر؟ لا اعتقد ذلك. اذا كانوا يسمون الشخص النائم بالميت فماذا كانوا يسمون الشخص الداخل في غيبوبة. اعتقد انهم كانوا يدفنونه ايضا.




اعتقد ان الجهل صفة من صفات الدين او المتدين حتى و ان كان طبيبا. ما رأيكم بطبيب يؤمن ان النوم هو موتة صغرى؟




احب ان اشارككم هذه النكتة. نكتة طويلة و بايخة و لكن تبقى نكتة.

الأحد، 1 يونيو 2008

أخيرا



تم حجب المدونة في السعودية .. اتمنى الا يمتد الحجب ليشملني شخصيا!!

الخميس، 29 مايو 2008

قضمات صغيرة



اود القول ان ظروفي التي توقفت عن الكتابة بسببها قد انتهت، ولكن يؤسفني القول انها قد بدأت لتوها. الوضع معقد و اتمنى ان اخرج منه قريبا. قد اكتب عنه لاحقا عندما اكون مستعدا.


حسنا، استرعت انتباهي بعض النقاط في الفترة السابقة. و دونتها على ورقة صغيرة كرؤوس اقلام. تدوينة اليوم هي ليست عن موضوع محدد وانما عبارة عن مجموعة من الـ …. نوع من الخواطر او وجبة خفيفة.


بما اننا نتكلم عن الطعام، فلأبدأ من مسألة انا واثق ان اغلبكم قد حصلت له او على الاقل سمع بها من قبل. يزعم المؤمنون ان البركة هي السبب وراء شعور مجموعة من الناس بالشبع عندما يكون الاكل قليلا. فهل هذا صحيح؟


يبدأ السيناريو دائما بكمية قليلة من الطعام، يرى الناس ذلك فيبدأون بالاكل، لقمة او لقمتين لكل واحد ثم يقولون انهم شبعوا (والحمد لله). بعض منهم لا يأكل اصلا لأن الكمية مستحيل ان تطعمهم كلهم. وبسبب الخجل يبقى بعض من الطعام لم يمس. يأتي صاحب البيت او الذي احضر الطعام او مؤمن فيقول "ماشاء الله الاكل كفى الجميع، بركة، بركة". اذا كنت انا واحد منهم لخنقته بيدي العاريتين!!


===

وصلني ايميل فيه السؤال التالي "هل تعلم مالذي يحبه الله؟"


والجواب ان الله يحب المرء الذي يضحي بنفسه و ماله في سبيل الدين.


الله، بكامل عظمته و كماله يطمع في فلوس المساكين!! اذا هو لا يعلم اننا نشقى ونتعب كل يوم عشان الراتب اخر الشهر، فمن يعلم؟!


===


منظر في الستشفي حدث امام عيني،


امرأة يظهر انها اصيبت بنوبة هستيرية، فأخذت تنتحب و جسمها متشنج. وضعها الطبيب على النقالة لنقلها الى الطواريء بسرعة. فاذا باختها توقف النقالة و تبدأ بقراءة القرآن في اذنها. صرخ عليها اخاها بالتوقف و ترك الطبيب ينقلها الى قسم الطواريء. اجابته ان الاطباء لن يفيدوها بشيء وان قراءة القرآن هو العلاج!!


هذه المرأة اعزائي القراء لديها شهادة الماجستير في شيء ما وهي - بالمناسبة حتى لا اتهم انني اتحامل على الاسلام – قريبتي!!


===


امشي في شوارع جدة و اتأمل البيوت على الجوانب و احس انني في متاهة او في بلاد الاسوار. اسوار البيوت ترتفع الى ارتفاعات قياسية لتحجب عنك كل شيء و تجعلك تحس كفأر التجارب الذي يبحث عن قطعة الجبن. لماذا لا يوجد تحديد في ارتفاعات اسوار البيوت؟ و لماذا الاسوار من البداية؟ هل هو عدم الاحساس بالامان ام هو نوع من انواع "الحجاب"؟


ام هو خليط من الاثنين؟


===


تسمع الاذان وترى عجبا. المحلات مقفلة و العاملين في الخارج –او الداخل - اما مدخنين او مبحلقين او آكلين او معاكسين. اين المصلين؟ وما هذا الاستهتار بأوقات الناس و مواعيدهم؟


عندما اكون في الخارج – في دولة من دول الكفار – لا آبه لاوقات الصلاة. اخرج من البيت او الفندق مرتاح البال و اقود او امشي على مهل و لا احاول ان اسابق وقت الصلاة.


راحة نفسية.

الخميس، 8 مايو 2008

اجازة




اعزائي،


سأبتعد عن التدوين في الفترة القادمة .. عندي شوية اشياء مصيرية لازم اهتم بها ..


و لكن سأعود قريبا ..


دمدتم بصحة وعافية

الاثنين، 5 مايو 2008

الدجال و سخافة الاديان




ذهبت الى سوبرماركت الدانوب الكائن في حي الخالدية في جدة قبل ايام. هناك عند باب الخروج توجد مكتبة صغيرة تبيع الصحف والمجلات و بعض لوازم المكتب و بعض الكتب الصفراء اسميها انا. منها كتاب عنوانه "خروج المسيح (او المسيخ لا اذكر) الدجال" الى هنا و الوضع عادي فما اكثر الكتب التي تتكلم عن الدجال. ما لفت نظري هو ما كان مكتوبا على الغلاف، لا اذكر بالحرف الواحد ما كان مكتوبا ولكن كان شيئا على غرار"تمهيد الصهاينة و عبدة الشيطان لخروج الدجال باطباقه الطائرة من مثلث برمودا"(!)



لا ادري ما دخل الصهاينة بعبدة الشيطان ولكن كما هو واضح "انا و اخي على ابن عمي، وانا و ابن عمي على عدوي". و هنا بالنسبة للكاتب، الصهاينة وعبدة الشيطان يمثلون "الاخر المختلف". شيء اخر، لماذا ان هيل (بحق الجحيم) يريد الصهاينة و عبدة الشيطان التمهيد لخروج الدجال اني واي (باي حال)؟ واذا كان الدجال على هذا القدر من التقدم التكنولوجي، لماذا هو مربوط بالحديد على رأي الاسلام؟



طيب سؤال يطرح نفسه، ما دخل هذا بموضوعي اليوم؟ نوثينج. بس فكرت انه شيء يستحق ان اكتب عنه باراغرافين (فقرتين).



تعدد الالهة و اسناد الوظائف لها معروف و مذكور في الاديان السابقة للاديان السماوية الثلاثة. نعرف جميعا الهة الاغريق و كيف ان كل اله له وظيفة محددة.




نعرف ان افروديت هي الهة الحب والجمال والرغبة، و ابوللو اله الشمس ومسؤول عن طلوع و غروب الشمس كل يوم. اثينا الهة الحكمة و هيدز اله العالم السفلي. و طبعا زيوس رئيسهم و رب الارباب.



اذا لم يشطح بي الخيال بعيدا، اكاد اقسم ان زيوس هو الله و الالهة الاخرون هم ...... الملائكة!



مع استبعاد ملك الحب طبعا لأنه لا وجود للحب في القاموس الاسلامي. فهناك جبريل الرسول و اسرافيل المكلف بالنفخ في الصور و ميكائيل ملك المطر والماء وعزرائيل ملك الموت. بالاضافة الى حملة العرش و المسبحون و غيرهم الكثير.



حسنا، الان لنتخيل معا ان الاغريق نجحوا في الابقاء على الهتهم حية الى يومنا هذا. واصبح دينهم هو الدين الرسمي او لنقل الدين الذي يعتنقه مئات الملايين من البشر ويؤمنون و يبشرون به في جميع انحاء المعمورة. و لنتخيل كذلك ان الاسلام دين منقرض. الن نستهزأ نحن بالاسلام و نظريته حول الخلق و آدم وحواء؟ اكيد. لماذا؟ لانه دين منقرض و قد خلعت عنه القداسة واكل عليه الدهر و شرب و قامت هوليوود بانتاج مئات الافلام عنها.



نعود الى الواقع، الان المسلمين يستهزأون بكل نظريات الخلق التي لا تتفق مع دينهم. حتى العلمية منها و يرون ان طريقة كن فيكون و الستة ايام هي الاصح. تراهم يتكلمون عنها بكل جدية ولا يتشككون للحظة فيها، مع ما تحمله من سخافات.




يسخرون من الاساطير القديمة التي تصف تكون الارض والسماء و يقولون عنها انها خرافات. و لكن عند الحديث عن النسخة الاسلامية، تنقلب معالم وجههم لتكتسي بالجدية وكيف ان حواء خلقت من ضلع آدم الاعوج.




اصبح الاسلام جزء لا يتجزأ من المسلم. مثله مثل عضو من اعضائه. لنر ماذا يفعل اي شخص عندما تعايره بانه يحمل انفا ضخما على وجهه، سيبدأ بسبك اولا و اظهار ما بك من عيوب ثم سيدافع عن نفسة و يخبرك ما لهذا الانف الكبير من فوائد. هل يختلف الوضع اذا استهزأت بالاسلام؟




لذلك يظن المسلمين ان من لا دين له (بالذات الاسلام) فهو ضائع و الافضل له ان يموت. انه بالضبط جزء لا يستطيع المسلم ان يفكر ان يعيش بدونه.




عندما اعتنق فكرة ما، يعتنقه مئات الملايين من الناس، تصبح هذه الفكرة قابلة للنقد و سأتقبل النقد بصدر رحب. المسلمين يعتقدون ان الاسلام شيء شخصي، فانت عندما تنتقد الاسلام يعتقد المسلمين انك تنتقدهم هم. يدل ذلك على ضعف واضح في التعاليم الاسلامية و الاسلام كفكرة. اذا كان الاسلام هو الدين الكامل فليس هناك من داع لأن تدافع عنه انت كمسلم. سندور نحن الملحدين و ندور الى ان نصل الى ان الاسلام هو الدين الحق اليس كذلك؟




لماذا يهاجم المسلم دائما شخص الملحد وليس رأيه؟ لانه يعتقد – مرة اخرى اقولها – ان الاسلام شيء شخصي وانك انما تهاجمه هو شخصيا. هذه الفكرة خاطئة طبعا يا عزيزي – المسلم – فنحن لا نهاجمك وليست لنا اية نية في التهجم عليك. اذا كنت تعتبر ان الالحاد دين – هذه الفكرة ايضا خاطئة – اقول اذا كنت تعتبر ان الالحاد دين، فلا يوجد في ديننا ما يأمرنا بقتل الغير ملحد او جعله ملحدا بقوة السيف او اجباره على دفع جزية اذا اراد العيش كغير ملحد في بلاد الالحاد.




اذن اساطير الثقافات الاخرى حتى و ان رأينا نحن انها سخيفة و غير منطقية، فهي قد شكلت حضارة عظيمة في يوم من الايام، الاغريق، اليونانيين، الصينيين، اليابانيين، الهنود، الفارسيين و غيرهم كثير. كل حضارة من هذه الحضارات لديها اساطيرها الخاصة التي آمنوا بها و التي بدورها شكلت و اثْرَت الثقافة البشرية التي نراها اليوم.




فيا حبايبي يا مسلمين، حتى و ان كانت اساطير الخلق في الثقافات الاخرى تبدو خرافية و مضحكة و غير قابلة للتصديق، فتذكر دائما ان الموجود في دينك هو اكثر خرافية و اسخف منها. الفرق الوحيد هو انك تؤمن بخرافاتك.




يقول المثل "اللي بيتو من قزاز، لا يرمي الناس بالحجار" ... ترجمة؟ حسنا، من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة.






*فكرة المقال الهمتني اياه الصديقة rania بوضعها وصلة "كيف تموت الملائكة"

الثلاثاء، 29 أبريل 2008

الايمان اعمى على وزن الحب اعمى (1)

احب العيش في البلاد الاسلامية، فهي تعطيني فرصة لاكون سعيدا و ضاحكا في اغلب الاحيان. لا اعزائي القراء، لم تدخل لوثة الايمان عقلي – او قلبي – بعد. ما اقصده هو ان المسلمين يضحكونني بتصرفاهم و تفاعلهم مع العوامل المحيطة بهم وكأني بهم يعيشون في كوكب اخر. فلا يمر يوم دون ان تسمع مرة او اكثر عن تصرف مضحك ينعش يومك و يجعلك تهز رأسك وتقول الله يخرب بيوتكو (بيوتكم)، على طريقة عادل امام.



القصة هنا هو ان احد اصدقائي وزع علينا استبيانا لعمل بحث لمعرفة نسبة عدد الاشخاص الذين لديهم معلومات عن الامراض الجنسية المعدية، كيفية انتقالها و علاجها والوقاية منها. البحث هو لطبيبة معروفة على مستوى المملكة. جزء من الاستبيان اسئلة من نوع (نعم، لا و غير متأكد) عن الامراض الجنسية المختلفة و ما اذا كان هنالك علاج متوفر لها.


بعد تعبئة الاستبيان، قام باعطائنا مستند عبارة عن ورقتين بها معلومات مختصرة عن ماهية هذه الامراض و كيفية انتقالها و ما اذا كان من الممكن الشفاء منها ام لا. بعد ذلك قمنا بتعبئة نفس الاستبيان. النقطة المهمة هنا هي هل استفدنا من المعلومات المقدمة لنا ام لا.


يخبرني صديقي ان احد الاشخاص اجاب بنعم على السؤال "هل يمكن الشفاء منه" لجميع الامراض بما في ذلك الايدز، قبل و بعد قراءة المعلومات لم تختلف الاجابة. سأله صديقي مستغربا عن – الهباب اللي هببه – فأجاب "يا اخي، هنالك من شفي من السرطان بعد قراءة القرآن عليه، ان الله يشفي من يشاء بقوة القرآن" وشيء اخر من قبيل -بعد ان اخبره صديقي ان من المفترض ان يقوم بالاجابة من وجهة نظر طبية وعلمية - يا اخي، ان الله لم يخلق الداء الا و خلق له الدواء بلا بلا .. انا طبعا استلقيت على ظهري من الضحك فلم اسمع باقي القصة.



القصة هذه حدثت البارحه، اما ما اضحكني اليوم هو موضوع منشور في منتدى جامعة بوليتكنك فلسطين عن "الالحاد, اسبابه, انواعه, ونصائح في دعوة الملحدين......."



يزعم كاتب الموضوع ان "قرأت هذا الموضوع في احد المنتديات فحبيت اني انقله للاهمية ,بسبب انتشار بعض الاناس الذين يدعون الى الشيوعية وانكار وجود الله" هذه من كاتب الموضوع، لأن الموضوع – كالعادة - منقول، بس سؤال يطرح نفسه، ايش دخل الالحاد في الشيوعية؟



حسنا الموضوع – المنقول – يبدأ بـ "يقول الشيخ عماد أبو الرب، إمام المركز الإسلامي في كييف" اوكي، لنر بعضا مما يقول.



يقول هنا "الإلحاد هو مذهب فئة أنكرت وجود الله وما آمنت به، وهو صديق الجهل كما قيل: (الإلحاد صديق الجهل)" لا ادري من اين اتت هذه العلاقة. انا شخصيا لم اقابل ملحد جاهل في حياتي العملية القصيرة. هل من الممكن ان يوجد ملحد جاهل؟ اغلب الملحدين وصل الى الالحاد بعد قراءة عميقة للاديان والعلوم البشرية.


نستمر مع الاخ عماد، يقول هنا "ولفهم قضية الإلحاد أذكر لك بإيجاز النقاط التالية" و اول نقطة "الملحد يقيم إيمانه على عمى، بينما المسلم يقيم إيمانه على بصيرة" اي عمى واي بصيرة يا شيخ عماد، الايمان بالرب اي كان يتطلب الايمان – الاعمى – بوجوده هو و حاشيته من ملائكة و شياطين. فمن هو المبصر و من هو الاعمى يا بصير؟ ما قلتلكم! كوميديا دينية.



يرى ايضا المبصر عماد ان من اسباب الالحاد شهوات الملحد المفلوتة، فهو يجد في الالحاد ضالته ليفرغ شهوته "بدون ضوابط ولا حساب ولا عتاب". جبت الاسد من ذيله يالمتحكم في شهواته باسم الدين.



هنا القشة التي جعلت (خلت على قولة صاحبنا) محدثكم ينفجر من الضحك. يقول عماد في "نصائح في مناقشة الملحدين:



2 - لا بد من ثقافة ووعي في الدين يعينه على أن يحصن نفسه بداية، وأن يعرض بعدها لغيره الحجة الدامغة والدليل القاطع على كلامه وحديثه، خاصة أن الملحد يرفض مبدأ الإيمان القلبي بوجود الله لإصراره على معرفته بحواسه.



3 - لا بد من استخدام الحجة العقلية والدليل المنطقي مع الملحدين، وعليك أن تحذر من الأساليب الفلسفية وقلب الحقائق وطرح المتناقضات.. وهذا يعني أن تبدأ النقاش معه عن سبب الوجود ومصدره، كونها أصل الموضوع؛ ثم عن صفات الموجد وهو الله؛ ثم عن الإسلام.. وهكذا حتى تصل به إلى الفهم المطلوب."



لاحظوا انه طلب اولا عرض الحجة الدامغة والدليل القاطع، ثم الايمان القلبي – لا ادري كيف من الممكن ان يجتمع الاثنان - ، ثم الحجة العقلية والدليل المنطقي، ثم حذر من الاساليب الفلسفية. اليست الفلسفة قائمة على الحجة العقلية و الدليل المنطقي؟ وفي الاخر حذر من طرح المتناقضات. ما عندي الا اني اقول هههههههههه يا عماد. غلبت عادل امام.



مرة اخرى، ما قلتلكم ضحك وسعادة كل يوم؟ لن تكون هذه اخر مرة اعرض فيها كوميديا المسلمين – او الدينيين. في النهاية، فلنبتسم لان الابتسامة تحفظ الطاقة بما انها تحرك كمية اقل من عضلات الوجه مقارنة بالعبوس. و لكن، هل هذا الكلام صحيح؟ لنترك الاجابة للمبصر المتحكم في شهواته عماد، ما رأيكم؟ ;)



* هل هناك داع لأقول ان الشخص في القصة الاولى ملتزم دينيا و لحيته واصله بطنه؟؟!!

تحديث: الشكر موصول للصديقة هـ.س. لتزويدي بوصلة الموضوع المنشور في منتدى الجامعة الفلسطينية.