هل يجب ان اكتب مقدمه؟ نعم. فلكل شيء بدايه. ابتداء من هذه المدونه وانتهاء بتكون الكون الذي نعرفه. ولكن هل هناك نهايه؟
كانت فكرة بدء مدونه تدغدغ عقلي من فتره طويله. اما لماذا لم ابدأ في الكتابه الا الان فلعدة اسباب منها انني لست بارعا في الكتابه اولا، وثانيا انني متابع دائم لمدونة بن كريشان وكنت مؤمنا (مؤمنا؟ هه) بانه كما نقول في السعوديه كفى ووفى ولن يكون هناك جديد لاضيفه، و بصراحه بن له الفضل الاول في تشكيل افكاري وترتيبها في الوضع التي هي عليه الان. واخيرا الخوف من الزج بي في السجن اذا اعتقلتني السلطات السعوديه بتهمة الكفر والتعدي على الذات الالهيه.
ولكن بدأت الافكار تتجمع في عقلي لدرجة انني استيقظت من النوم عدة مرات بفكره لموضوع جديد فقط لانساه بعد ان اعود الى النوم. فقررت ان اضع ورقه وقلم على المنضده التي بجانب السرير حتى ادون الفكره قبل ان تضيع. هل تعلمون انني استيقظت من النوم الساعه السادسه فجرا وبعد ان فارقني النعاس بسبب صوت الامام يصلي صلاة الفجر لاكتب اول موضوع لي!!
ماعلينا، تخبرنا الاديان بأنه ليست هناك نهايه لحياة البشر أو لاكون اكثر دقه، ليست هناك نهايه لدورة الروح. بداية من اسطورة تناسخ الارواح وانتهاء باسطورة الجنه والنار والحياه الابديه.
طبعا بما ان العلم لم يكتشف ان التفكير والذاكره و المشاعر ما هي الا تفاعلات كيميائيه تحدث في الدماغ و يؤثر على بقية اعضاء الجسم الا قريبا، وان حركة الجسم والاعضاء لم تكن الا انقباضات العضلات بمساعدة المفاصل والجهاز العصبي، كان تفسير الانسان البدائي لهذه الظواهر بان هناك روح بداخل الجسم هي المسؤوله عن كل ما سبق. وعند الموت تخرج هذه الروح اما الى السماء او الى جسم اخر
الانسان وبما انه الحيوان الوحيد المفكر على وجه الارض، اعتقد بانه عظيم ولا يقهر وانه من المستحيل ان تكون نهايته في التراب و بس. وبما انه مهم وعظيم و مغرور فمن المؤكد انه هناك شيء اخر بعد الموت، فاخترع فكرة الحياة الاخرى حتى تهدأ نفسه و يعود اليه الاحساس بانه مهم مرة اخرى.
الهندوس والبوذيون وبعض من الاديان الافريقيه يؤمنون بتناسخ الارواح وهو انتقال روح الشخص الميت الى جسم حي اخر. بهذا المنطق فان الجنس البشري يجب ان يبقى محدود العدد، الا توافقون؟
نجد ان اغلب المتدينين يهتمون بالحياة الثانيه ايما اهتمام. لدرجة انهم يهملون الحياة التي يعيشونها الان، فتجدهم يهملون واجبهم في الوظيفه التي يشغلونها لأداء الصلاه، فتتعطل مصالح الناس. تتكلم معهم وتخبرهم بان الناس مشغولين والمفترض ان ينهي معاملاتهم اولا فيخبرك باهمية الصلاة وانها عماد الدين و بلا بلا بلا ... وطبعا كما نعلم تأخذ الصلاه الواحده من وقت الموظف ما بين الربع و النصف ساعه يقضيها بين الوضوء والصلاه والتحدث مع زملاءه والتدخين اذا كان يدخن. ولا بأس ان يعرج على الكفتيريا الصغيره لاكل شيء ما وانت تنتظر. وحتى لو كنت من المصلين فأنك تنهي صلاتك قبله.
ماهي الحياة الاخرى؟ تعتمد الاجابه اعتمادا كبيرا على مكان منشأ الديانه وما لم يكن موجودا في تلك الايام. جنة المسلمين كمثال تحتوي على كل ما ليس كان موجودا في بلاد العرب. من اشجار وانهار وقصور وفواكه و بنات طبعا. وكل ما تشتهيه يأتيك جاهزا مجهزا وليس هناك من داع لان تقوم من مقعدك. فكره تشجع على الكسل والخمول اليس كذلك؟ افكر دائما كيف ستكون الحياة في جنة مثل هذه، اراهن ان الجميع سيعانون من السمنه المفرطه بسبب قلة الحركه.
الموت هو نهاية كل الكائنات سواء كانت بشريه او حيوانيه او حتى ميكانيكه او كهربائيه وليس هناك لا حياة اخرى ولا بطيخ. هذه حي الحياة، ويجب ان نعمل بجد لنجعلها افضل لابنائنا وللبشريه ولنترك عنا خرافة الحياة الثانيه "الافضل" لانها لن تكون افضل مما هي عليه الان.
دمتم بصحه وعافيه.
هناك 4 تعليقات:
well said
لقد لخصت القصة في كلمات واضحة لكن لن تجد آذانا صاغية، الإنسان كما قلت بطبعه الأناني اعتقد انه لا يمكن ان يختفي هكذا ولا شيئ بعد الموت فاخترع مفهوم الآخرة والحساب والعقاب والخلود.
بداية موفقة ، سأتابعك
Ayya كمان هنا :D
شكرا لمرورك سيدتي و متابع دائم لتعليقاتك الذكيه
غير معرف
لن تجد اذانا صاغيه الان .. ولكن من يدري ربما بعد ان ياكلوا الكعكه كاملة
شكرا لك
إرسال تعليق