الخميس، 29 مايو 2008

قضمات صغيرة



اود القول ان ظروفي التي توقفت عن الكتابة بسببها قد انتهت، ولكن يؤسفني القول انها قد بدأت لتوها. الوضع معقد و اتمنى ان اخرج منه قريبا. قد اكتب عنه لاحقا عندما اكون مستعدا.


حسنا، استرعت انتباهي بعض النقاط في الفترة السابقة. و دونتها على ورقة صغيرة كرؤوس اقلام. تدوينة اليوم هي ليست عن موضوع محدد وانما عبارة عن مجموعة من الـ …. نوع من الخواطر او وجبة خفيفة.


بما اننا نتكلم عن الطعام، فلأبدأ من مسألة انا واثق ان اغلبكم قد حصلت له او على الاقل سمع بها من قبل. يزعم المؤمنون ان البركة هي السبب وراء شعور مجموعة من الناس بالشبع عندما يكون الاكل قليلا. فهل هذا صحيح؟


يبدأ السيناريو دائما بكمية قليلة من الطعام، يرى الناس ذلك فيبدأون بالاكل، لقمة او لقمتين لكل واحد ثم يقولون انهم شبعوا (والحمد لله). بعض منهم لا يأكل اصلا لأن الكمية مستحيل ان تطعمهم كلهم. وبسبب الخجل يبقى بعض من الطعام لم يمس. يأتي صاحب البيت او الذي احضر الطعام او مؤمن فيقول "ماشاء الله الاكل كفى الجميع، بركة، بركة". اذا كنت انا واحد منهم لخنقته بيدي العاريتين!!


===

وصلني ايميل فيه السؤال التالي "هل تعلم مالذي يحبه الله؟"


والجواب ان الله يحب المرء الذي يضحي بنفسه و ماله في سبيل الدين.


الله، بكامل عظمته و كماله يطمع في فلوس المساكين!! اذا هو لا يعلم اننا نشقى ونتعب كل يوم عشان الراتب اخر الشهر، فمن يعلم؟!


===


منظر في الستشفي حدث امام عيني،


امرأة يظهر انها اصيبت بنوبة هستيرية، فأخذت تنتحب و جسمها متشنج. وضعها الطبيب على النقالة لنقلها الى الطواريء بسرعة. فاذا باختها توقف النقالة و تبدأ بقراءة القرآن في اذنها. صرخ عليها اخاها بالتوقف و ترك الطبيب ينقلها الى قسم الطواريء. اجابته ان الاطباء لن يفيدوها بشيء وان قراءة القرآن هو العلاج!!


هذه المرأة اعزائي القراء لديها شهادة الماجستير في شيء ما وهي - بالمناسبة حتى لا اتهم انني اتحامل على الاسلام – قريبتي!!


===


امشي في شوارع جدة و اتأمل البيوت على الجوانب و احس انني في متاهة او في بلاد الاسوار. اسوار البيوت ترتفع الى ارتفاعات قياسية لتحجب عنك كل شيء و تجعلك تحس كفأر التجارب الذي يبحث عن قطعة الجبن. لماذا لا يوجد تحديد في ارتفاعات اسوار البيوت؟ و لماذا الاسوار من البداية؟ هل هو عدم الاحساس بالامان ام هو نوع من انواع "الحجاب"؟


ام هو خليط من الاثنين؟


===


تسمع الاذان وترى عجبا. المحلات مقفلة و العاملين في الخارج –او الداخل - اما مدخنين او مبحلقين او آكلين او معاكسين. اين المصلين؟ وما هذا الاستهتار بأوقات الناس و مواعيدهم؟


عندما اكون في الخارج – في دولة من دول الكفار – لا آبه لاوقات الصلاة. اخرج من البيت او الفندق مرتاح البال و اقود او امشي على مهل و لا احاول ان اسابق وقت الصلاة.


راحة نفسية.

الخميس، 8 مايو 2008

اجازة




اعزائي،


سأبتعد عن التدوين في الفترة القادمة .. عندي شوية اشياء مصيرية لازم اهتم بها ..


و لكن سأعود قريبا ..


دمدتم بصحة وعافية

الاثنين، 5 مايو 2008

الدجال و سخافة الاديان




ذهبت الى سوبرماركت الدانوب الكائن في حي الخالدية في جدة قبل ايام. هناك عند باب الخروج توجد مكتبة صغيرة تبيع الصحف والمجلات و بعض لوازم المكتب و بعض الكتب الصفراء اسميها انا. منها كتاب عنوانه "خروج المسيح (او المسيخ لا اذكر) الدجال" الى هنا و الوضع عادي فما اكثر الكتب التي تتكلم عن الدجال. ما لفت نظري هو ما كان مكتوبا على الغلاف، لا اذكر بالحرف الواحد ما كان مكتوبا ولكن كان شيئا على غرار"تمهيد الصهاينة و عبدة الشيطان لخروج الدجال باطباقه الطائرة من مثلث برمودا"(!)



لا ادري ما دخل الصهاينة بعبدة الشيطان ولكن كما هو واضح "انا و اخي على ابن عمي، وانا و ابن عمي على عدوي". و هنا بالنسبة للكاتب، الصهاينة وعبدة الشيطان يمثلون "الاخر المختلف". شيء اخر، لماذا ان هيل (بحق الجحيم) يريد الصهاينة و عبدة الشيطان التمهيد لخروج الدجال اني واي (باي حال)؟ واذا كان الدجال على هذا القدر من التقدم التكنولوجي، لماذا هو مربوط بالحديد على رأي الاسلام؟



طيب سؤال يطرح نفسه، ما دخل هذا بموضوعي اليوم؟ نوثينج. بس فكرت انه شيء يستحق ان اكتب عنه باراغرافين (فقرتين).



تعدد الالهة و اسناد الوظائف لها معروف و مذكور في الاديان السابقة للاديان السماوية الثلاثة. نعرف جميعا الهة الاغريق و كيف ان كل اله له وظيفة محددة.




نعرف ان افروديت هي الهة الحب والجمال والرغبة، و ابوللو اله الشمس ومسؤول عن طلوع و غروب الشمس كل يوم. اثينا الهة الحكمة و هيدز اله العالم السفلي. و طبعا زيوس رئيسهم و رب الارباب.



اذا لم يشطح بي الخيال بعيدا، اكاد اقسم ان زيوس هو الله و الالهة الاخرون هم ...... الملائكة!



مع استبعاد ملك الحب طبعا لأنه لا وجود للحب في القاموس الاسلامي. فهناك جبريل الرسول و اسرافيل المكلف بالنفخ في الصور و ميكائيل ملك المطر والماء وعزرائيل ملك الموت. بالاضافة الى حملة العرش و المسبحون و غيرهم الكثير.



حسنا، الان لنتخيل معا ان الاغريق نجحوا في الابقاء على الهتهم حية الى يومنا هذا. واصبح دينهم هو الدين الرسمي او لنقل الدين الذي يعتنقه مئات الملايين من البشر ويؤمنون و يبشرون به في جميع انحاء المعمورة. و لنتخيل كذلك ان الاسلام دين منقرض. الن نستهزأ نحن بالاسلام و نظريته حول الخلق و آدم وحواء؟ اكيد. لماذا؟ لانه دين منقرض و قد خلعت عنه القداسة واكل عليه الدهر و شرب و قامت هوليوود بانتاج مئات الافلام عنها.



نعود الى الواقع، الان المسلمين يستهزأون بكل نظريات الخلق التي لا تتفق مع دينهم. حتى العلمية منها و يرون ان طريقة كن فيكون و الستة ايام هي الاصح. تراهم يتكلمون عنها بكل جدية ولا يتشككون للحظة فيها، مع ما تحمله من سخافات.




يسخرون من الاساطير القديمة التي تصف تكون الارض والسماء و يقولون عنها انها خرافات. و لكن عند الحديث عن النسخة الاسلامية، تنقلب معالم وجههم لتكتسي بالجدية وكيف ان حواء خلقت من ضلع آدم الاعوج.




اصبح الاسلام جزء لا يتجزأ من المسلم. مثله مثل عضو من اعضائه. لنر ماذا يفعل اي شخص عندما تعايره بانه يحمل انفا ضخما على وجهه، سيبدأ بسبك اولا و اظهار ما بك من عيوب ثم سيدافع عن نفسة و يخبرك ما لهذا الانف الكبير من فوائد. هل يختلف الوضع اذا استهزأت بالاسلام؟




لذلك يظن المسلمين ان من لا دين له (بالذات الاسلام) فهو ضائع و الافضل له ان يموت. انه بالضبط جزء لا يستطيع المسلم ان يفكر ان يعيش بدونه.




عندما اعتنق فكرة ما، يعتنقه مئات الملايين من الناس، تصبح هذه الفكرة قابلة للنقد و سأتقبل النقد بصدر رحب. المسلمين يعتقدون ان الاسلام شيء شخصي، فانت عندما تنتقد الاسلام يعتقد المسلمين انك تنتقدهم هم. يدل ذلك على ضعف واضح في التعاليم الاسلامية و الاسلام كفكرة. اذا كان الاسلام هو الدين الكامل فليس هناك من داع لأن تدافع عنه انت كمسلم. سندور نحن الملحدين و ندور الى ان نصل الى ان الاسلام هو الدين الحق اليس كذلك؟




لماذا يهاجم المسلم دائما شخص الملحد وليس رأيه؟ لانه يعتقد – مرة اخرى اقولها – ان الاسلام شيء شخصي وانك انما تهاجمه هو شخصيا. هذه الفكرة خاطئة طبعا يا عزيزي – المسلم – فنحن لا نهاجمك وليست لنا اية نية في التهجم عليك. اذا كنت تعتبر ان الالحاد دين – هذه الفكرة ايضا خاطئة – اقول اذا كنت تعتبر ان الالحاد دين، فلا يوجد في ديننا ما يأمرنا بقتل الغير ملحد او جعله ملحدا بقوة السيف او اجباره على دفع جزية اذا اراد العيش كغير ملحد في بلاد الالحاد.




اذن اساطير الثقافات الاخرى حتى و ان رأينا نحن انها سخيفة و غير منطقية، فهي قد شكلت حضارة عظيمة في يوم من الايام، الاغريق، اليونانيين، الصينيين، اليابانيين، الهنود، الفارسيين و غيرهم كثير. كل حضارة من هذه الحضارات لديها اساطيرها الخاصة التي آمنوا بها و التي بدورها شكلت و اثْرَت الثقافة البشرية التي نراها اليوم.




فيا حبايبي يا مسلمين، حتى و ان كانت اساطير الخلق في الثقافات الاخرى تبدو خرافية و مضحكة و غير قابلة للتصديق، فتذكر دائما ان الموجود في دينك هو اكثر خرافية و اسخف منها. الفرق الوحيد هو انك تؤمن بخرافاتك.




يقول المثل "اللي بيتو من قزاز، لا يرمي الناس بالحجار" ... ترجمة؟ حسنا، من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة.






*فكرة المقال الهمتني اياه الصديقة rania بوضعها وصلة "كيف تموت الملائكة"